الوقت الاخباري : أعاد قصف التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لمدينة صنعاء أو مواقع بالقرب من المدينة القديمة خلال الايام الماضية المخاطر المحدقة بالمنازل التاريخية الصنعانية إلى واجهة الأحداث لاسيما وقد سبق للتحالف الاستهدف المباشر وغير المباشر لكثير من المواقع الآثارية والمدن التاريخية اليمنية منذ بدء الحرب عام 2015م.
المخاطر المحدقة بصنعاء القديمة
وتعرضت المدينة القديمة بصنعاء لاستهدافات مباشرة من صواريخ التحالف في عدة مرات منذ اندلاع الحرب ، وتسببت الغارات بتهديم وانهيار عدد من المنازل وإلحاق أضرار بعددٍ كبير منها. وتجاوز عدد المعالم التي تعرضت للأضرار جراء غارات التحالف خمسة الاف معلم تاريخي داخل المدينة علاوة أن القصف بالقرب من المدينة يتسبب بأضعاف اساسات المباني التاريخية، وبالتالي تعريضها للانهيار في وقت لاحق لاسيما مع تعثر وتوقف جهود الحفاظ على المنازل وصيانتها بسبب ضعف سلطة الدولة من ناحية واهمال السكان من ناحية أخرى جراء تراجع الوضع الاقتصادي.
المنظمات تحذر من استهداف المدن التاريخية
وارتفعت أصوات منظمات مدنية يمنية تحذر من المخاطر التي يتسبب بها التحالف باستهدافه المباشر وغير المباشر للمعالم والمدن التاريخية في اليمن، واعتبرت ما يقوم به التحالف يمثل جرائم حرب واعتداء على ثقافة المكان وحضارة الانسان في اليمن.
اليونسكو تحذر التحالف من استهداف المعالم الاثرية
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التحالف من استهداف المعالم الاثرية والمدن التاريخية اليمنية في أكثر من مرة، معتبرة استهداف المعالم والمدن التاريخية في اليمن استهداف لحضارة وذاكرة وهوية الانسان في هذا البلد العريق. مع اندلاع الحرب في البلاد عام 2015م تعرضت المدينة لغارات من طائرات التحالف الحقت فيها أضراراً كبيرة، وفي المقابل أوقفت وزارة المالية في صنعاء ميزانية تشغيل هيئة المدن التاريخية؛ فتراجعت جهود الحفاظ، التي كانت بسيطة جداً، كما تراجع التنسيق بين سلطات المدينة أكثر مما كان.
ولخصوصية تراث المدينة المعماري وصبغته الاستثنائية العالمية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) في قائمة التراث العالمي عام 1986... إلا أنه مع تزايد تهديدات المدينة جراء تراجع الجهد الوطني في الحفاظ والحماية أقرت المنظمة عام 2015 إنزال المدينة إلى قائمة التراث المهدد بالخطر، وهي الخطوة التي تسبق – عادة- إخراج المدينة من قائمة اليونسكو في حال لم تعمل السلطات الوطنية على إزالة المخالفات الوقت الاخباري.
وصنعاء في اللغة اليمنيًة القديمة مشتق من الجذر(صنع) بمعنى حصَّن ومنَّع. ووفق أحد المصادر فإن هذه المدينة "المأهولة بالسكان منذ 2500 سنة" قد مرت بعددٍ المراحل التاريخية كانت فيها سوق تجاري ومركز سياسي قبل الإسلام، و«عقب ظهور الإسلام توفرت لصنعاء الشروط الأساسية لإقامة مجتمع حضري بكل أدواته من جامع ومدرسة وحمام وسوق ومعمار جميل وأدب جيد... وتكرّست عمارتها بملامح ارتبطت بأسلوب البناء التقليدي المحلي العربي القديم، والذي أصبح لاحقاً من عناوين فن العمارة اليمنيّة».
الوقت الاخباري خاص